في إطار إحتفالات شبيبة العدالة والتنمية على الصعيد الوطني بالحملة السابعة ، التي شعارها " فداك وطني " ، وكغيرها من مدن وأقاليم المملكة ، نظمت شبيبة العدالة والتنمية بقلعة السراغنة ، برنامجا حافلا ، ينطلق من الشباب ويعود إليهم ، وهي فرصة لوضعهم أمام الصورة الكاملة حول قضية الصحراء ، وما تعنيه للمغاربة ككل من هنا جاءت " الخيمة الصحراوية " وما تحمله من دلالات وقيم ، لتكون بذلك شهادة مدوية ، تؤكد أن قضية الصحراء ؛ هي من التوابث التي لا نقاش حولها .
ولأن شبيبة العدالة والتنمية تؤمن بأحقية المغرب في صحراءه ، وتعلم علم اليقين بأنه سيأتي يوم - وهو قريب بإذن الله تعالى - سيلتأم فيه الشمل بين محتجزي مخيمات الذل والعار بتندوف الجزائرية ، وأن المغرب بار بأنائه العائدين من تلك المخيمات ، ولمعرفة ما يقاسيه مغاربة معتقلات " لحمادة " جاء هذا الحوار مع أحد العائدين من هذا الجحيم ، حوار بكي فيه العائد إلى أحضان الوطن الأم ، وأبكى فيه جمهور الحاضرين ، أجرى الحوار الأخ عبدالفتاح الصاحبي ، لنتابع إذن هذا الحوار ، وعذرا إن تسببنا بنزول عبرات من دموعكم الغالية .
سيدي محمد الطاهري مرحبا بك في وطنك ، نريد أن نعرف كيف تم اعتقالك من طرف مرتزقة البوليساريو ؟
أولا: أنا من مواليد مدينة قلعة السراغنة سنة 1951 م ، أعمل بحارا على متن إحدى السفن التي تحمل العلم المغربي ، وتصطاد في المياه الإقليمية ، وفي يوم 2 يوليوز من سنة 1981 ، هجم علينا مرتزقة البوليساريو ، وأخذونا تحت وابل من التنكيل والضرب إلى مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية . لقد مورس علينا أبشع أنواع التعذيب لمدة 24 ساعة ، ليل نهار في الحر كما في القر ، لم يرحموا ضعفنا ولا مريضنا ، أنا لست جنديا ولا أحمل سلاحا ، لا ذنب لي ، ومع ذلك تعاملوا معي كأنني كنت على الجبهة أقاتل ، وأتمنى لو كنت كذلك لأنني مغربي وأعتز بانتمائي لهذا الوطن " هنا بدأ سيدي محمد الطاهري يبكي …"
كيف تمت عملية الإستنطاق لما تم القبض عليك ؟
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع ، وهو أننا أخذنا على حين غفلة ، أخدونا إلى منطقة تندوف وهي أرض جزائرية ، أما من كان يشرف على التحقيق معنا فهم وللأسف الشديد أشقاؤنا الجزائريون ، أما ممارسة التعذيب فكان من طرف البوليساريو وبإشراف الجنود الجزائريين ، حتى لما حان وقت إطلاق سراحنا بعد 24 سنة من الأسر، فالجزائريون هم من باشروا التحقيق والإستنطاق معنا .
كيف كان الوضع داخل المخيمات ؟
صراحة وبحكم التجربة ، فالوضع هناك كان كئيبا ، فالكل ينتظر الفرج ، لأن قادة البوليساريو و جنرالات الجزائر هم المستفيد الوحيد من هذا الوضع ، لا لشيء سوى لكون أرصدتهم البنكية تزداد تضخما ، والمحتجزين يزدادون جوعا ومرضا ، لقد كان يسترزقون بنا ، فكانت الهبات والتبرعات تأتي ونراها بل نحن من كان يخرجها من الشاحنات ، كانت أدوية وملابس وأغذية ، لكن الكل كان يباع في أسواق الدول المجاورة ، أقسم لك لو تم رفع الحراسة على الحدود ؛ من قبل الجنود الجزائريين لما بقي واحد هناك ، حتى الحيوانات تفر معنا .
من يدبر أمور البوليساريو هناك ؟
الجزائر هي صاحبة الشأن هناك فلا أمر إلا أمرها ، ولا أوامر إلا أوامرها ، فالجزائر لا يريحها ما يعيشه المغرب من أمن وأمان ، وعيش رغيد ، هي فقط تريد أن تشغله بأمور لينسى أمور أخرى ، لكن ولله الحمد فقطار التنمية لا يتوقف في هذا البلد البار برجاله ، المؤمن بأن الحق سيعود إلى أصحابه ، بل هي قضية وقت ليس غير.
كيف كان يتعامل مرتزقة البوليساريو مع وفود المنظمات الدولية ؟
أولا نحن المدنيين يتم إخفاؤنا في أماكن مجهولة ، لأن الوفود الدولية كانت يعرض عليها أسرانا من الجنود ، كان التعديب يكون قبل وبعد زيارة الوفود ، وكان الجنود الجزائريون يملون علينا ما يجب قوله وإلا أطلقوا علينا زبانية البوليساريو للتنكيل بنا، وإعادة التعذيب من نقطة الصفر .
كيف جاء الإفراج عنك ومعانقة أرض الوطن الغالي ؟
صراحة ، المنظمات الدولية كان لها الدور الكبير ، هذا بالإضافة إلى مطالب المغرب بإطلاق صراحنا ، كانت السيد " دانيال " عقيلة الرئيس الفرنسي الراحل " ميتران فرانسوا " قد جلست معنا لمدة 14 يوما ، وكانت تحمل معها ألة كاميرا من النوع الدقيق ، فطلبت منا أن نحكي كل الشيء ، لأن هذه الكاميرا لا تحتفظ بما نقول ، ل إن الصورة والصوت ينقلان مباشرة إلى فرنسا ، كان هذا حافزا لنا في كشف خروقات مرتزقة البوليساريو ، وبتنسيق مع منظمة " فرنسا الحريات " وخوف البوليساريو على فقدان ثقة المنظمات الدولية ، تم إطلاق صراحنا ونحن في العدد 120 مدنيا .
ما هي أمنيتك الأخيرة ؟
أن يعانق كل المحتجزين تراب وأحضان الوطن الحبيب .
سجل و نقل الحوار : عبداللطيف لعزال
ولأن شبيبة العدالة والتنمية تؤمن بأحقية المغرب في صحراءه ، وتعلم علم اليقين بأنه سيأتي يوم - وهو قريب بإذن الله تعالى - سيلتأم فيه الشمل بين محتجزي مخيمات الذل والعار بتندوف الجزائرية ، وأن المغرب بار بأنائه العائدين من تلك المخيمات ، ولمعرفة ما يقاسيه مغاربة معتقلات " لحمادة " جاء هذا الحوار مع أحد العائدين من هذا الجحيم ، حوار بكي فيه العائد إلى أحضان الوطن الأم ، وأبكى فيه جمهور الحاضرين ، أجرى الحوار الأخ عبدالفتاح الصاحبي ، لنتابع إذن هذا الحوار ، وعذرا إن تسببنا بنزول عبرات من دموعكم الغالية .
سيدي محمد الطاهري مرحبا بك في وطنك ، نريد أن نعرف كيف تم اعتقالك من طرف مرتزقة البوليساريو ؟
أولا: أنا من مواليد مدينة قلعة السراغنة سنة 1951 م ، أعمل بحارا على متن إحدى السفن التي تحمل العلم المغربي ، وتصطاد في المياه الإقليمية ، وفي يوم 2 يوليوز من سنة 1981 ، هجم علينا مرتزقة البوليساريو ، وأخذونا تحت وابل من التنكيل والضرب إلى مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية . لقد مورس علينا أبشع أنواع التعذيب لمدة 24 ساعة ، ليل نهار في الحر كما في القر ، لم يرحموا ضعفنا ولا مريضنا ، أنا لست جنديا ولا أحمل سلاحا ، لا ذنب لي ، ومع ذلك تعاملوا معي كأنني كنت على الجبهة أقاتل ، وأتمنى لو كنت كذلك لأنني مغربي وأعتز بانتمائي لهذا الوطن " هنا بدأ سيدي محمد الطاهري يبكي …"
كيف تمت عملية الإستنطاق لما تم القبض عليك ؟
الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع ، وهو أننا أخذنا على حين غفلة ، أخدونا إلى منطقة تندوف وهي أرض جزائرية ، أما من كان يشرف على التحقيق معنا فهم وللأسف الشديد أشقاؤنا الجزائريون ، أما ممارسة التعذيب فكان من طرف البوليساريو وبإشراف الجنود الجزائريين ، حتى لما حان وقت إطلاق سراحنا بعد 24 سنة من الأسر، فالجزائريون هم من باشروا التحقيق والإستنطاق معنا .
كيف كان الوضع داخل المخيمات ؟
صراحة وبحكم التجربة ، فالوضع هناك كان كئيبا ، فالكل ينتظر الفرج ، لأن قادة البوليساريو و جنرالات الجزائر هم المستفيد الوحيد من هذا الوضع ، لا لشيء سوى لكون أرصدتهم البنكية تزداد تضخما ، والمحتجزين يزدادون جوعا ومرضا ، لقد كان يسترزقون بنا ، فكانت الهبات والتبرعات تأتي ونراها بل نحن من كان يخرجها من الشاحنات ، كانت أدوية وملابس وأغذية ، لكن الكل كان يباع في أسواق الدول المجاورة ، أقسم لك لو تم رفع الحراسة على الحدود ؛ من قبل الجنود الجزائريين لما بقي واحد هناك ، حتى الحيوانات تفر معنا .
من يدبر أمور البوليساريو هناك ؟
الجزائر هي صاحبة الشأن هناك فلا أمر إلا أمرها ، ولا أوامر إلا أوامرها ، فالجزائر لا يريحها ما يعيشه المغرب من أمن وأمان ، وعيش رغيد ، هي فقط تريد أن تشغله بأمور لينسى أمور أخرى ، لكن ولله الحمد فقطار التنمية لا يتوقف في هذا البلد البار برجاله ، المؤمن بأن الحق سيعود إلى أصحابه ، بل هي قضية وقت ليس غير.
كيف كان يتعامل مرتزقة البوليساريو مع وفود المنظمات الدولية ؟
أولا نحن المدنيين يتم إخفاؤنا في أماكن مجهولة ، لأن الوفود الدولية كانت يعرض عليها أسرانا من الجنود ، كان التعديب يكون قبل وبعد زيارة الوفود ، وكان الجنود الجزائريون يملون علينا ما يجب قوله وإلا أطلقوا علينا زبانية البوليساريو للتنكيل بنا، وإعادة التعذيب من نقطة الصفر .
كيف جاء الإفراج عنك ومعانقة أرض الوطن الغالي ؟
صراحة ، المنظمات الدولية كان لها الدور الكبير ، هذا بالإضافة إلى مطالب المغرب بإطلاق صراحنا ، كانت السيد " دانيال " عقيلة الرئيس الفرنسي الراحل " ميتران فرانسوا " قد جلست معنا لمدة 14 يوما ، وكانت تحمل معها ألة كاميرا من النوع الدقيق ، فطلبت منا أن نحكي كل الشيء ، لأن هذه الكاميرا لا تحتفظ بما نقول ، ل إن الصورة والصوت ينقلان مباشرة إلى فرنسا ، كان هذا حافزا لنا في كشف خروقات مرتزقة البوليساريو ، وبتنسيق مع منظمة " فرنسا الحريات " وخوف البوليساريو على فقدان ثقة المنظمات الدولية ، تم إطلاق صراحنا ونحن في العدد 120 مدنيا .
ما هي أمنيتك الأخيرة ؟
أن يعانق كل المحتجزين تراب وأحضان الوطن الحبيب .
سجل و نقل الحوار : عبداللطيف لعزال