مقـــدمة
يحتل موضوع الاتجاهات أهمية خاصة في علم النفس الاجتماعي، و علم النفس التربوي، فالاتجاهات النفسية الاجتماعية من أهم نواتج عملية التنشئة الاجتماعية، و هي في نفس الوقت من أهم دوافع السلوك التي تؤدي دورا أساسيا في ضبطه و توجيهه.
و كما هو معلوم، أن من أهم وظائف التربية بصفة عامة، أن تكون لدى الناشئة اتجاهات تساعدهم على التكيف مع مشكلات العصر، و أن تعمل على تغيير الاتجاهات غير المرغوبة، و التي قد تعوق تطور المجتمع .
لقد أصبح اهتمام الباحثين بهذا الموضوع، يتجاوز حدود العملية التربوية في حد ذاتها، إلى دراسة دور المدرسة في الارتقـاء المعرفـي و الوجداني و الاجتماعي للفرد، ومدى الصلة بين متغيرات البيئة التربوية، و بين التنشئة الاجتماعية، و امتدت صورة الاهتمام لتشمل عملية اتخاذ القرار في الفصـل الدراسـي، وعمليات التعلم، والأداء المدرسي و دور المدرس كمؤثر هام في سلوك التلاميذ؛ بمعنى أنه ما دام المدرس يقضي جزءا كبيرا من وقت عمله في التعامل مع التلاميذ كجماعات، فهو إذن في حاجة إلى فهم مبادئ السلوك الجماعي، ليصبح أكثر قدرة على التعامل مع القوى والعوامل التي تؤثر في المواقف الجماعية و التي تسهل التعلم أو تعطله.
تعريـف الموضـوع:
لا يوجد تعريف موحد لمفهوم الاتجاهات النفسية، وعلى الرغم من عدم الاتفاق الكامل بين باحثي علم النفس الاجتماعي حول ما يسمى بالاتجاه* إلا أنه هناك قاسم مشترك يجمع بين أكثر التعريفات المعاصرة لهذا المصطلح، إذ أن معضمها يصب في أن الاتجاه "عبارة عن مجموعة من الأفكار والمشاعر والادراكات والمعتقدات حول موضوع ما، توجه سلوك الفرد وتحدد موقفه من ذلك الموضوع".
مفاهيم متصلة بالاتجاه النفسـي:
هناك العديد من المفاهيم ذات الصلة بمفهوم الاتجاه النفسي، و هذه المفاهيم هي :
- مفهوم القيمة؛ إن الفرق بين القيم والاتجاهات هو الفرق بين العام (القيمة) والخاص (الاتجاه) ، فالقيم تجريدات أو تعميمات تتضح أو تكشف عن نفسها من خلال تعبير الأفراد عن اتجاهاتهم نحو موضوعات محددة، وبمعنى آخر أن مفهوم القيمة أعم و أشمل من مفهوم الاتجاه، و أن القيم تقدم المضمون للاتجاهات.
- مفهوم المعتقد؛ فهو له صلة بمفهوم الاتجاه، وهو أضيق من مفهوم الاتجاه، ويعني مجرد معارف الشخص وتصوراته عن موضوع ما، أو أشخاص بعينهم، ومن ثم فالمعتقد ذو طبيعة معرفية (أو معلوماتية) ولا يتصف بالصفة الانفعالية، وبالتالي يشير إلى مكون واحد من مكونات الاتجاه.
- مفهوم المشاعر؛ و هي ردود الفعل الوجدانية أو الانفعالية المرتبطة بإحدى الموضوعات، وتشكل المشاعر أساس التقويم الانفعالي و بالتالي فهي نوع من الاستمرار والدافعية، كما أنها أضيق من الاتجاهات، و تمثل إحدى مكوناتها الثلاثة.
- مفهوم الميل؛ يرتبط مفهوم كل من الميل والاتجاه ارتباطا وثيقا، و لكن الاتجاه أوسع في معناه، وتعتبر الميول اتجاهات نفسية تجعل الشخص يبحث عن أوجه نشاط أكثر من ميدان معين، ومع ذلك فإن كل من الاتجاه و الميل، عبارة عن وصف لاستعداد الفرد للاستجابة لشيء ما بطريقة معينة.
- مفهوم الرأي؛ و يشير إلى ما نعتقد أنه صواب، و على ذلك، فهو وسيلة التعبير اللفظي عن الاتجاه، كذلك أن الرأي هو الوحدة البسيطة، والاتجاه هو الوحدة الأكثر تركيبا.
مكونات الاتجاهـات النفسية:
إن عملية تكون أو اكتساب الاتجاهات النفسية هي عملية دينامية، أو هي محصلة عمليات تفاعل معقدة بين الفرد وبين معالـم بيئتـه الفيزيقيـة و الاجتماعية؛ بحيث يمكن عبر القنوات المتعددة لهذا التفاعل، امتصاص واكتساب الاتجاهات النفسية. و يمكن حصر مكونات الاتجاهات النفسية في :
- المكـون المعرفـي؛ يتمثل المكون المعرفي في كل ما لدى الفرد من عمليات إدراكية ومعتقدات و أفكار تتعلق بموضوع الاتجاه، ويشمل ما لديه من حجج تقف وراء تقبله لموضوع الاتجاه؛
-المكـون العاطفـي (الانفعالي)؛ يتجلى من خلال مشاعر الشخص و رغباته نحو الموضوع ، و من إقباله عليه أو نفوره منه، و حبه أو كرهه له؛
-المكـون السلوكـي؛ يتضح في الاستجابة العملية نحو الاتجاه بطريقة ما، فالاتجاهات كموجهات سلوك للإنسان تدفعه إلى العمل على نحو سلبي عندما يمتلك اتجاهات سلبية لموضوعات أخرى.
وظائف الاتجاهات النفسية:
يمكن تحديد وظائف الاتجاه في أنه :
- يحدد طريق السلوك و يفسره ؛
- ينعكس على سلوك الفرد في أقواله و أفعاله وتفاعله مع الآخرين ومع الجماعات المختلفة في الوسط الثقافي الذي يعيش فيه؛
- ينظم العمليات الدفاعية والانفعالية والإدراكية و المعرفية حول بعض النواحي الموجودة في المجال الذي يعيش فيه الفرد ؛
- ييسر للفرد، القدرة على السلوك، واتخاذ القرارات في المواقف النفسية المتعددة في شيء من الاتساق والتوحيد، دون تردد أو تفكير في كل موقف ، و في كل مرة تفكيرا مستقلا؛
- يبلور ويوضح صورة العلاقة بين الفرد وعالمه الاجتماعي؛
- يوجه استجابات الفرد للأشخاص والأشياء والموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة؛
- تحمل الفرد على أن يحس و يدرك و يفكر بطريقة محددة إزاء موضوعات البيئة الخارجية؛
- يعبر الاتجاه المعلن، عن مسايرة الفرد لما يسود مجتمعه من معايير وقيم ومعتقدات.
مبادئ أساسية لتغيير الاتجاهات النفسية
من المعروف أن الاتجاهات النفسية يتم اكتسابها و تكونها عن طريق عمليات التعلم، وأنها تتسم بالاستقرار و الدوام النسبي.لكن ذلك لا يعني استحالة تغييرها أو تعديلها ؛ إذ يمكن تغيير الكثير من اتجـاهات الأفـراد نحو الموضوعات المختلفة، من خلال برامج محددة ،تستهدف تغييرات معينة في الاتجاه النفسي للفرد بصورة أو بأخرى. و على هذا الأساس ينبغي مراعاة جملة من المبادئ الأساسية في أي محاولة تستهدف تغيير الاتجاهات للأفراد، من بينها:
- تقديم معلومة جديدة للفرد المراد التأثير فيه، تكون متصلة بشكل وثيق بموضوع الاتجاه المراد تحقيقه،و من أفضل الطرائق التي يمكن الاعتماد عليها لبلوغ ذلك، هو زيادة دافعية الشخص المستقبل، للتعامل مع المعلومة المقدمة،و إثارة رغبته في ذلك؛ بحيث يتسنى له فهمها و إدراك دلالتها المختلفة؛
- توجيه الرسالة مباشرة إلى موضوع الاتجاه،بالتنفير أو بالترغيب؛
- يجب أن تتعامل الرسالة أو المعلومة المقنعة المراد استخدامها في تغيير الاتجاهات بموضوعية مع كل من الخصائص الإيجابية والسلبية لموضوع الاتجاه المراد تغييره ، أو إحداث التأثير بصورة أو بأخرى؛
- إدراك أن هناك اتجاهات قوية أو محورية لها ثقل كبير في تحديد أدوار الفرد في الحياة، وفي إدراكه لذاته وللآخرين، وفي تقييمه للعناصر المختلفة في بيئته. كما ينبغي أن نعلم بأن هناك اتجاهات أخرى أقل قوة وشدة هامشية.
يحتل موضوع الاتجاهات أهمية خاصة في علم النفس الاجتماعي، و علم النفس التربوي، فالاتجاهات النفسية الاجتماعية من أهم نواتج عملية التنشئة الاجتماعية، و هي في نفس الوقت من أهم دوافع السلوك التي تؤدي دورا أساسيا في ضبطه و توجيهه.
و كما هو معلوم، أن من أهم وظائف التربية بصفة عامة، أن تكون لدى الناشئة اتجاهات تساعدهم على التكيف مع مشكلات العصر، و أن تعمل على تغيير الاتجاهات غير المرغوبة، و التي قد تعوق تطور المجتمع .
لقد أصبح اهتمام الباحثين بهذا الموضوع، يتجاوز حدود العملية التربوية في حد ذاتها، إلى دراسة دور المدرسة في الارتقـاء المعرفـي و الوجداني و الاجتماعي للفرد، ومدى الصلة بين متغيرات البيئة التربوية، و بين التنشئة الاجتماعية، و امتدت صورة الاهتمام لتشمل عملية اتخاذ القرار في الفصـل الدراسـي، وعمليات التعلم، والأداء المدرسي و دور المدرس كمؤثر هام في سلوك التلاميذ؛ بمعنى أنه ما دام المدرس يقضي جزءا كبيرا من وقت عمله في التعامل مع التلاميذ كجماعات، فهو إذن في حاجة إلى فهم مبادئ السلوك الجماعي، ليصبح أكثر قدرة على التعامل مع القوى والعوامل التي تؤثر في المواقف الجماعية و التي تسهل التعلم أو تعطله.
تعريـف الموضـوع:
لا يوجد تعريف موحد لمفهوم الاتجاهات النفسية، وعلى الرغم من عدم الاتفاق الكامل بين باحثي علم النفس الاجتماعي حول ما يسمى بالاتجاه* إلا أنه هناك قاسم مشترك يجمع بين أكثر التعريفات المعاصرة لهذا المصطلح، إذ أن معضمها يصب في أن الاتجاه "عبارة عن مجموعة من الأفكار والمشاعر والادراكات والمعتقدات حول موضوع ما، توجه سلوك الفرد وتحدد موقفه من ذلك الموضوع".
مفاهيم متصلة بالاتجاه النفسـي:
هناك العديد من المفاهيم ذات الصلة بمفهوم الاتجاه النفسي، و هذه المفاهيم هي :
- مفهوم القيمة؛ إن الفرق بين القيم والاتجاهات هو الفرق بين العام (القيمة) والخاص (الاتجاه) ، فالقيم تجريدات أو تعميمات تتضح أو تكشف عن نفسها من خلال تعبير الأفراد عن اتجاهاتهم نحو موضوعات محددة، وبمعنى آخر أن مفهوم القيمة أعم و أشمل من مفهوم الاتجاه، و أن القيم تقدم المضمون للاتجاهات.
- مفهوم المعتقد؛ فهو له صلة بمفهوم الاتجاه، وهو أضيق من مفهوم الاتجاه، ويعني مجرد معارف الشخص وتصوراته عن موضوع ما، أو أشخاص بعينهم، ومن ثم فالمعتقد ذو طبيعة معرفية (أو معلوماتية) ولا يتصف بالصفة الانفعالية، وبالتالي يشير إلى مكون واحد من مكونات الاتجاه.
- مفهوم المشاعر؛ و هي ردود الفعل الوجدانية أو الانفعالية المرتبطة بإحدى الموضوعات، وتشكل المشاعر أساس التقويم الانفعالي و بالتالي فهي نوع من الاستمرار والدافعية، كما أنها أضيق من الاتجاهات، و تمثل إحدى مكوناتها الثلاثة.
- مفهوم الميل؛ يرتبط مفهوم كل من الميل والاتجاه ارتباطا وثيقا، و لكن الاتجاه أوسع في معناه، وتعتبر الميول اتجاهات نفسية تجعل الشخص يبحث عن أوجه نشاط أكثر من ميدان معين، ومع ذلك فإن كل من الاتجاه و الميل، عبارة عن وصف لاستعداد الفرد للاستجابة لشيء ما بطريقة معينة.
- مفهوم الرأي؛ و يشير إلى ما نعتقد أنه صواب، و على ذلك، فهو وسيلة التعبير اللفظي عن الاتجاه، كذلك أن الرأي هو الوحدة البسيطة، والاتجاه هو الوحدة الأكثر تركيبا.
مكونات الاتجاهـات النفسية:
إن عملية تكون أو اكتساب الاتجاهات النفسية هي عملية دينامية، أو هي محصلة عمليات تفاعل معقدة بين الفرد وبين معالـم بيئتـه الفيزيقيـة و الاجتماعية؛ بحيث يمكن عبر القنوات المتعددة لهذا التفاعل، امتصاص واكتساب الاتجاهات النفسية. و يمكن حصر مكونات الاتجاهات النفسية في :
- المكـون المعرفـي؛ يتمثل المكون المعرفي في كل ما لدى الفرد من عمليات إدراكية ومعتقدات و أفكار تتعلق بموضوع الاتجاه، ويشمل ما لديه من حجج تقف وراء تقبله لموضوع الاتجاه؛
-المكـون العاطفـي (الانفعالي)؛ يتجلى من خلال مشاعر الشخص و رغباته نحو الموضوع ، و من إقباله عليه أو نفوره منه، و حبه أو كرهه له؛
-المكـون السلوكـي؛ يتضح في الاستجابة العملية نحو الاتجاه بطريقة ما، فالاتجاهات كموجهات سلوك للإنسان تدفعه إلى العمل على نحو سلبي عندما يمتلك اتجاهات سلبية لموضوعات أخرى.
وظائف الاتجاهات النفسية:
يمكن تحديد وظائف الاتجاه في أنه :
- يحدد طريق السلوك و يفسره ؛
- ينعكس على سلوك الفرد في أقواله و أفعاله وتفاعله مع الآخرين ومع الجماعات المختلفة في الوسط الثقافي الذي يعيش فيه؛
- ينظم العمليات الدفاعية والانفعالية والإدراكية و المعرفية حول بعض النواحي الموجودة في المجال الذي يعيش فيه الفرد ؛
- ييسر للفرد، القدرة على السلوك، واتخاذ القرارات في المواقف النفسية المتعددة في شيء من الاتساق والتوحيد، دون تردد أو تفكير في كل موقف ، و في كل مرة تفكيرا مستقلا؛
- يبلور ويوضح صورة العلاقة بين الفرد وعالمه الاجتماعي؛
- يوجه استجابات الفرد للأشخاص والأشياء والموضوعات بطريقة تكاد تكون ثابتة؛
- تحمل الفرد على أن يحس و يدرك و يفكر بطريقة محددة إزاء موضوعات البيئة الخارجية؛
- يعبر الاتجاه المعلن، عن مسايرة الفرد لما يسود مجتمعه من معايير وقيم ومعتقدات.
مبادئ أساسية لتغيير الاتجاهات النفسية
من المعروف أن الاتجاهات النفسية يتم اكتسابها و تكونها عن طريق عمليات التعلم، وأنها تتسم بالاستقرار و الدوام النسبي.لكن ذلك لا يعني استحالة تغييرها أو تعديلها ؛ إذ يمكن تغيير الكثير من اتجـاهات الأفـراد نحو الموضوعات المختلفة، من خلال برامج محددة ،تستهدف تغييرات معينة في الاتجاه النفسي للفرد بصورة أو بأخرى. و على هذا الأساس ينبغي مراعاة جملة من المبادئ الأساسية في أي محاولة تستهدف تغيير الاتجاهات للأفراد، من بينها:
- تقديم معلومة جديدة للفرد المراد التأثير فيه، تكون متصلة بشكل وثيق بموضوع الاتجاه المراد تحقيقه،و من أفضل الطرائق التي يمكن الاعتماد عليها لبلوغ ذلك، هو زيادة دافعية الشخص المستقبل، للتعامل مع المعلومة المقدمة،و إثارة رغبته في ذلك؛ بحيث يتسنى له فهمها و إدراك دلالتها المختلفة؛
- توجيه الرسالة مباشرة إلى موضوع الاتجاه،بالتنفير أو بالترغيب؛
- يجب أن تتعامل الرسالة أو المعلومة المقنعة المراد استخدامها في تغيير الاتجاهات بموضوعية مع كل من الخصائص الإيجابية والسلبية لموضوع الاتجاه المراد تغييره ، أو إحداث التأثير بصورة أو بأخرى؛
- إدراك أن هناك اتجاهات قوية أو محورية لها ثقل كبير في تحديد أدوار الفرد في الحياة، وفي إدراكه لذاته وللآخرين، وفي تقييمه للعناصر المختلفة في بيئته. كما ينبغي أن نعلم بأن هناك اتجاهات أخرى أقل قوة وشدة هامشية.